واحة الجزيرة العربية الخضراء- اكتشافات أثرية تكشف تاريخًا عريقًا
المؤلف: هيلة المشوح09.24.2025

أعلنت هيئة التراث مطلع هذا الشهر عن اكتشاف أثري مذهل، يبرهن على أن أراضي المملكة العربية السعودية كانت في غابر الزمان، وتحديدًا قبل ملايين السنين، واحة يانعة ومزدهرة، تنعم بأجواء ماطرة وغطاء نباتي كثيف، وتتخللها الأنهار والبحيرات، وكانت مرتعًا خصيبًا للحيوانات المتنوعة، كالفيَلة الشامخة والزرافات الرشيقة والتماسيح الضخمة وأفراس النهر المهيبة. وفي توضيح بالغ الأهمية، أشار المدير العام لقطاع الآثار الدكتور عجب العتيبي إلى أن هذه الدراسة المتعمقة قد أسفرت عن كشف النقاب عن أطول سجل مناخي موثق في ربوع الجزيرة العربية، وذلك بالاعتماد على الترسبات الكهفية، وهو في الوقت ذاته يُعد من بين أطول السجلات المناخية على مستوى العالم قاطبة، حيث يمتد على فترة زمنية مديدة تقدر بنحو ثمانية ملايين سنة.
في قلب الامتداد الصحراوي الفسيح والساكن لمنطقة الصمان، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة، تتخفى تحت سطح الأرض معالم طبيعية آسرة ومبهمة، تعرف بـ«الدحول»؛ وهي عبارة عن كهوف عميقة وتجاويف صخرية بديعة، تنفرج في أحشاء الصحراء، لتزيح الستار عن عالم باطني ينبض بالغرابة والجمال الآخاذ. إن «دحول الصمان» ليست مجرد تشققات أرضية عابرة أو تجاويف اعتباطية، بل هي تكوينات جيولوجية فريدة، تشكلت على مر العصور بفعل تفاعلات المياه الجوفية مع الصخور الكلسية، مما أدى إلى نشأة كهوف ملتوية ومتعرجة، تمتد لعشرات الأمتار في أعماق الأرض. ومن بين أشهر هذه الدحول: أبا الجرفان، وأبو عنقة، ومريغان، والعيد. هذه التجاويف لم تنشق فجأة كما قد يتبادر إلى الأذهان، بل تشكلت بصورة تدريجية على مدى آلاف السنين، وفقًا للدراسات العلمية، وذلك كنتيجة لعمليات طبيعية بطيئة تعرف بالتجوية الكيميائية، وتحديدًا في الصخور الجيرية. فعندما تتسرب مياه الأمطار إلى أعماق الأرض وتمتزج بغاز ثاني أكسيد الكربون، تحدث عملية إذابة للحجر الجيري، مما يؤدي إلى تكوين تجاويف وشقوق تحت الأرض، تتسع وتتمدد مع مرور الوقت. وما قد يبدو للناظرين على أنه «انفتاح مفاجئ» ما هو إلا انهيار لسقف التجاويف، الأمر الذي يفضي إلى ظهور فتحة على سطح الأرض، وذلك بعد فترات من الأمطار الغزيرة أو الهزات الأرضية والنشاط الزلزالي الطفيف. إذن، فالدحول هي نتاج عملية بطيئة ومتدرجة، ولكن ظهورها على السطح هو حصيلة طويلة الأمد لعوامل طبيعية معقدة وتفاعلات بطيئة تحدث في الطبقات السفلى من الأرض.
لقد شارك في هذه الدراسة الأثرية، التي تتناول هذه الظاهرة الفريدة لدحول الصمان، نخبة من الباحثين والعلماء يبلغ عددهم 30 باحثًا، يمثلون 27 جهة مختلفة، سواء كانت محلية أو دولية، ومن أبرز هذه الجهات: هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني الشهير، وجامعة جريفيث الأسترالية المرموقة، بالإضافة إلى العديد من الجامعات والمراكز البحثية من مختلف الدول، مثل ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد كشفت هذه الدراسة العلمية النقاب عن سجل دقيق ومفصل للمناخ القديم الذي ساد في أراضي المملكة العربية السعودية.
لاشك أن هذا الاكتشاف الأثري القيم، بالإضافة إلى العديد من المواقع الأخرى التي لم يتم استكشافها بعد، يسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة البيئية المستدامة، وحماية كنوز طبيعية نفيسة، ظلت لقرون عديدة أسرارًا دفينة تحت رمال صحراء الجزيرة العربية الشاسعة!
في قلب الامتداد الصحراوي الفسيح والساكن لمنطقة الصمان، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة، تتخفى تحت سطح الأرض معالم طبيعية آسرة ومبهمة، تعرف بـ«الدحول»؛ وهي عبارة عن كهوف عميقة وتجاويف صخرية بديعة، تنفرج في أحشاء الصحراء، لتزيح الستار عن عالم باطني ينبض بالغرابة والجمال الآخاذ. إن «دحول الصمان» ليست مجرد تشققات أرضية عابرة أو تجاويف اعتباطية، بل هي تكوينات جيولوجية فريدة، تشكلت على مر العصور بفعل تفاعلات المياه الجوفية مع الصخور الكلسية، مما أدى إلى نشأة كهوف ملتوية ومتعرجة، تمتد لعشرات الأمتار في أعماق الأرض. ومن بين أشهر هذه الدحول: أبا الجرفان، وأبو عنقة، ومريغان، والعيد. هذه التجاويف لم تنشق فجأة كما قد يتبادر إلى الأذهان، بل تشكلت بصورة تدريجية على مدى آلاف السنين، وفقًا للدراسات العلمية، وذلك كنتيجة لعمليات طبيعية بطيئة تعرف بالتجوية الكيميائية، وتحديدًا في الصخور الجيرية. فعندما تتسرب مياه الأمطار إلى أعماق الأرض وتمتزج بغاز ثاني أكسيد الكربون، تحدث عملية إذابة للحجر الجيري، مما يؤدي إلى تكوين تجاويف وشقوق تحت الأرض، تتسع وتتمدد مع مرور الوقت. وما قد يبدو للناظرين على أنه «انفتاح مفاجئ» ما هو إلا انهيار لسقف التجاويف، الأمر الذي يفضي إلى ظهور فتحة على سطح الأرض، وذلك بعد فترات من الأمطار الغزيرة أو الهزات الأرضية والنشاط الزلزالي الطفيف. إذن، فالدحول هي نتاج عملية بطيئة ومتدرجة، ولكن ظهورها على السطح هو حصيلة طويلة الأمد لعوامل طبيعية معقدة وتفاعلات بطيئة تحدث في الطبقات السفلى من الأرض.
لقد شارك في هذه الدراسة الأثرية، التي تتناول هذه الظاهرة الفريدة لدحول الصمان، نخبة من الباحثين والعلماء يبلغ عددهم 30 باحثًا، يمثلون 27 جهة مختلفة، سواء كانت محلية أو دولية، ومن أبرز هذه الجهات: هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني الشهير، وجامعة جريفيث الأسترالية المرموقة، بالإضافة إلى العديد من الجامعات والمراكز البحثية من مختلف الدول، مثل ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد كشفت هذه الدراسة العلمية النقاب عن سجل دقيق ومفصل للمناخ القديم الذي ساد في أراضي المملكة العربية السعودية.
لاشك أن هذا الاكتشاف الأثري القيم، بالإضافة إلى العديد من المواقع الأخرى التي لم يتم استكشافها بعد، يسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة البيئية المستدامة، وحماية كنوز طبيعية نفيسة، ظلت لقرون عديدة أسرارًا دفينة تحت رمال صحراء الجزيرة العربية الشاسعة!